سعد المطرفي في مقال جميل : ( تعلموا من التايب )

اتحفنا الكاتب الرائع ( سعد المطرفي ) في زاويته الاسبوعية ( الرأي الأخر ) في الصفحة الأخيرة لجريدة الرياضية لهذا اليوم بمقال جميل عن طارق التائب ؛؛

أترككم مع المقال كاملا :

كنت أخاف على الهلال في الفترة الأخيرة من مركزية طارق التايب وحرفنته أكثر من أي شيء آخر، خصوصاً بعدما أصبح هو من يصنع اللعب، وهو من يحركه في الاتجاه الذي يريده، وهو من يقرر كيف يرسم هدفاً للمهاجمين على طريقته الخاصة، وهو من ينفذ الكرات الثابتة ورميات التماس، وهو من ينفذ الضربات الركنية، وهو من يطلب من المدرجات مزيداً من التشجيع، وهو من يعطيك مزيداً من الثقة أثناء اللعب، وهو من يحترق داخل الملعب بشكل مضاعف من أجل أن يصنع (أهلة) في هلال واحد، إلى درجة أنني ظننت أن كوزمين لايهتم على الإطلاق بخطورة هذا الإفراط طالما هو يكسب أو أنه مفلس ولايستر ضعفه غير هذا العبقري.

والخوف في أحايين كثيرة يعتبر طريقة جيدة من طرق التفكير للبحث عن الأمان وليس للهرب من الواقع، خصوصاً إذا كانت مسبباته منطقية نوعاً ما وغير مبالغ فيه، فالتايب حتى ما قبل مباراة الشباب الأخيرة في كأس ولي العهد كان بلا بديل يملأ فراغه لو غاب، وبلا غائب يمكن أن يصبح بديلاً له لا على مقاعد الاحتياط ولا في قائمة الأربعين لاعباً.

وعلاقته بصناعة نتائج الهلال كان يمكن أن تتطور لتصبح كعلاقة المنتخب السعودي بسامي الجابر في فترة ما بعدما غاب وغابت عن خط مقدمته الثقة وأصبح البديل والأساسي في دوامة من الاجتهاد باستثناء ياسر القحطاني.

لكنني اكتشفت لاحقاً خصوصاً في مباراتي الاتفاق والحزم الأخيرتين أن التايب هو من تورط في شخصية الهلال، وهو من تورط في إدمان هدير مدرجاته وأصبح من الصعب جداً عليه أن يجد نفسه محلياً خارج أسوار الهلال، واسألوا التايب بصيغة المباشرة عن هذه الحقيقة، مثلما حدث لتفاريس الذي يحترق من أجل الهلال بشكل غير عادي منذ أصبحح لاعباً هلالياً.

فقد سمعت التايب يقول: لولا الهلال ربما لم أنجح بهذا الشكل في الدوري السعودي، فقد اخترت الفريق الصح وفي التوقيت الصحيح أيضاً، ولو كان هناك هلال آخر لكانت الإثارة مضاعفة هنا.

والتايب نجم كبير جداً ومهم وحضوره مكلف وغيابه مكلف أيضاً، ولو كنت رئيساً للهلال وليس مدربه لمنحته كل شيء طالما لديه كل هذا الإفراط في عشق الهلال وكل هذه الروح الحقيقية من أن يكون لاعباً مهماً في صفوفه بعيداً عن المسائل المالية، وليت كثيراً من اللاعبين يتعلمون جيداً من دروس التايب في ملاعبنا وهو يشعل المدرجات بأدائه المميز وحرصه على أن يكون لاعباً من نوع خاص يقدر القميص الذي يرتديه لا أن يفكر في المبررات قبل أن يتوقف جهده داخل الملعب طالما هو محترف وعليه مسؤولية يجب أن يقوم بتنفيذها مع فريقه.

كلمة حق ان دل على شي انما بدل على مدى نضوج الكاتب وعبقريته وتحليلة الصح شكرا لك ولابداعات التايب اهلاوي ط هلالي